الخميس، 1 مارس 2018

هل سنشهد نهوض الفارس العثماني قريباً ؟


من يتابع مجريات الأحداث متابعة حثيثة ، يجد أن الأوربيين يعيشون حالة من الرعب والخوف الهستيري - بعد الانقلاب الفاشل و من بعده نجاح الاستفتاء في تركيا - أوصلهم إلى مرحلة من المراهقة السياسية و حتى غياب ضبط النفس في بعض الحالات .
هنا يأتي السؤال التالي :
لماذا كل هذا الخوف والقلق ؟!
ما هو الهدف من هذه الحملات الإعلامية في الإعلام الغربي المناهضة لمعركة "غصن الزيتون" والتي تهدف لحماية الأمن القومي التركي؟
لماذا كل هذه المعارضة للأحزاب التركية الإسلامية و حتى القومية منها ؟!!.
لماذا كل هذا التردد في الموافقة على ضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي والتهديد بسحب الجنسية المزدوجة من المواطنين الأتراك؟!

هنا نجيب بذات الأسلوب و نسأل :
ماذا يعني عام 2023 لتركيا ؟!
لماذا استماتت الدولة العميقة في تركيا على تغيير الدستور من خلال الاستفتاء للوصول إلى استقلالية القرار؟!
ولماذا تقلق اوروبا وخاصة ألمانيا من عام 2023 ..؟

لقد قام الانقلابي العلماني كمال أتاتورك الذي أسس الجمهورية التركية الحديثة بعد إسقاطه لآخر القلاع الإسلامية في الشرق - و هي الخلافة العثمانية - بإبرام معاهدة دنيئة تنازل العميل الخائن من خلالها عن أملاك الإمبراطورية العثمانية فى ثلاث قارات .
سميت هذه الاتفاقية بإسم "معاهدة لوزان" عام 1923

 تم إبرام هذه المعاهدة الخسيسة مع الحلفاء المنتصرين فى الحرب العالمية الأولى والذين كانوا ﻻ يزالون يحتلون أجزاء كبيرة من تركيا .
رمز دولة الخلافة العثمانية
بريطانيا هى التى وضعت هذة الشروط الخطيرة والمجحفة للسيطرة على تركيا و مواردها حتى 100 عام قادمة من تاريخ التوقيع عليها عام 1923.
ومن هذه البنود :
1 - إلغاء الخلافة العثمانية ، ونفي السلطان وأسرته خارج تركيا
2 - مصادرة جميع أموال الخلافة والسلطان
3 - إعلان علمانية الدولة
4 - منع تركيا من التنقيب عن البترول على أراضيها ويمكنها إستيراد البترول فقط
5 - إعتبار مضيق البسفور ممراً مائيا دولياً و لا يحق لتركيا تحصيل رسوم من السفن المارة فيه .
للعلم مضيق البسفور يربط بين البحر الأسود وبحر مرمرة ومن ثم إلى البحر المتوسط.
أي أن معظم تجارة أوروبا مع دول الاتحاد السوفيتي و شرق آسيا تمر خلاله .
لذا هو ممر فى غاية الاهمية مثل قناة السويس .

مربط الخيل - كما يقال - أنه سينتهي العمل بهذه المعاهدة عام 2023 ويكون قد مر عليها مائة عام .

من هنا نلاحظ تصريحات القيادة التركية المتتالية بأنه بحلول 2023 ستنتهى تركيا القديمة ولن يكون منها شىء ، الحكومة التركية بعد الاستفتاء الأخير تسعى و بقوة للحصول على الشرعية المطلقة باتخاذ القرار و إصدار المراسيم الحاسمة دون الارتباط بقيود برلمانية أو حزبية قد تعبث فيها الأيدي الطامعة .
 انطلاقاً من هذا ستشرع تركيا فى التنقيب عن النفط ، وحفر قناة جديدة تربط بين البحرين الأسود ومرمرة تمهيداً للبدء فى تحصيل الرسوم من السفن المارة .
كانت تركيا خلال السنوات العشر الأخيرة تُعد نفسها داخلياً و تبني البنية التحتية بشكل سريع وقوي .
يمكننا رؤية هذا من خلال عدد الجامعات و كفاءتها إضافةً للمطارات و الجسور و الأنفاق و شركات التسليح و غيرها .
 
رمز الجمهورية التركية
 هذه الإجراءات المتعاقبة ستدفع عجلة الاقتصاد التركي بشكل كبير جداً ، مما سيوصل تركيا إلى تخطي هرم الاتحاد الأوروبي اقتصادياً و عسكرياً .
فألمانيا و فرنسا و هولندا تعاني من أزمات الرأسمالية ومن تنامي اليمين المتطرف و تبعاته من انفصال و تطرف و غيرها .
أما باقي دول الاتحاد فهي مثقلة بالأزمات الاقتصادية بل يعاني بعضها من شلل تام .
و هذا أكبر دليل على أن أيام الاتحاد باتت معدودة و إن طالت قليلاً . 

 ليس هذا فحسب بل سيكون هناك مركز و حاضنة جديدة للعالم الإسلامي ، سينبثق عنها ثورة فكرية ذات اتجاه تجديدي للفكر الإسلامي المعاصر ، يهدد كل المذاهب المتطرفة الأخرى و يُعيد مكانة الدين إلى الصدارة .

بناءاً على ماسبق يمكنك فهم بعض أوجه الحرب الدائرة بين تركيا والغرب بضراوة شديدة.

أظن جازماً أننا سنشهد في الأعوام الستة القادمة نهضة تركية مخيفة .
فالفارس العثماني الأسير سينفض عن أجنحته غبار الذل و الاحتلال
و لن يوقفه أحد ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق