الخميس، 27 نوفمبر 2014

النجاح حصيلة علم وعمل

البارحة كنت أستمع للقاء تلفزيوني قديم نسبيا مع أحد علماء الشام الأفاضل
و طرح عليه السؤال التالي :
ما هو التصوف ولِمَ كُل هذا الخوف من هذه الحركات الإسلامية الجديدة نوعا ما كالتصوف والسلفية وغيرها من الجماعات الاسلامية و المسميات التي كثرت في عصرنا ؟؟
فكان جوابه كالتالي :
بداية لم تكن هذه الحركات قاطبة موجودة في عهد رسول الله وحتى في عصر الخلفاء الراشدين لكن بعد أن وصل المسلمون لمرحلة متقدمة جدا من حياة الرفاهية والعيش الرغيد في ظل الدولة العادلة التي تحفظ حقوق الجميع .
فكثرت الأموال في أيدي الناس ومظاهر المتعة تنوعت وكثرت والنفس الانسانية موجودة والنفس الأمارة بالسوء موجودة فهذا الهجوم من المتع وأسبابها يقتضي قوة تقف في وجهها فتم صياغة منهج إسلامي مأخوذ من الكتاب والسنة لتربية النفس لا لصقل الظاهر و هذا المنهج التربوي سمي فيما بعد بالتصوف .
مالفت انتباهي قوله أن جميع الحركات الإسلامية باختلاف أسمائها وأهدافها مرجعها الكتاب والسنة .
وجميعها عبارة عن مناهج تربوية اسلامية اتخذها المسلمون لحماية أنفسهم من التيارات الدنيوية التي غزت بيوتهم وعقولهم , وهدفها اتخاذا السبل التي تنظف باطن الإثم وتصقل النفس الانسانية وتنظف جوهر المؤمن من الحقد والكراهية وحب المال والدنيا .
‫#‏تعليق‬ :
المصدر والهدف واحد لكن باختلاف السبل وهذا لا يدعو للفرقة كما نفهم الآن !!
ثانيا أن تكون ملتزما لا يعني أن تكون بلحية وتكره من هو على غير دينك وملتك
أن تكون سلفيا أو صوفيا أو اخوانيا او وهابيا أو كن ما شئت هذا لا يعني أنه على الجميع أن يكون مثلك .
والله الذي لا إله إلا هو ما تقدم أسلافنا إلا بتوحيد الفكر لا بتوحيد المظاهر
من خالفك في الرأي لا تكرهه لشخصه ناقشه بفكرتك وأثبت صحتها وان كنت على حق فستنتصر .
ختاما أتمنى من الجميع أن يفهموا ان الإيمان لا يكون بالمسميات و إطالة اللحى والثياب بل بصقل هذه النفس الخبيثة التي تجر صاحبها إلى سبل الضلال .
والنجاح يبنى على شيئين عقيدة وعمل وهو فيهما كجناحي الطائر إن غاب أحدهما سقط .

أحمد اليونس 

27 نوفمبر 

الأحد، 23 نوفمبر 2014

الحياة مواقف حتى لو بكلمة :


في تغريدة قرأتها لمؤسسة تطوير الذات على تويتر يقولون :
« السمكة التى تغلق فمها لن يصيدها أحدا، فأغلق فمك، لان الكثير يتمنى أن يتصيد أخطاءك »
كلام سليم وغاية في الدقة 
لكن من أغلق فمه لن يعيش .. سيموت حتما ولو بعد حين !!
فم مغلق = جسم هزيل = موت محتم 
لكن المشكلة أنو في زماننا انقرضت السنارة وبات الصيد في الشبكة
حتى لو أغلقت فمك وعيونك ستذهب في عداد الذاهبين
والله العظيم قلبي يفيض بمئات الكلمات الحائرة التي لا تجد لنفسها طريق ولا حتى تفسير في بحر هائج من المعادلات اللامنتهية
لكن أملي من الله :
إن كتب عليّ أن أكون في عداد الصامتين في شبابي
أن يكتبني عنده في عداد العاملين قبل مماتي

صورة نمطية




عندما علم أني عربي نظر وابتسم بصمت وقال لي هذه الجملة التي لن أنساها ما حييت : 
"لا أدري أأحسد العرب على مجد أجدادهم أم أحزن على واقع أحفادهم"

أكمل الألماني المسن -وهو في التسعين من عمره- حديثه وقال: 
صورة تخيلية لفارس عربي
قبل الحرب العالمية عندما كنا فتيان في المدارس الألمانية كانوا يعلموننا أن العرب هم الجهلة المتخلفون الذين لا يعرفون من الدنيا سوى الصحراء والنساء وهم مجرمون متوحشون و ...
حتى بتنا نتخيل العربي -دون أن نراه- رجلاً صحراوياً متوحشاً وهو الموت القادم من الشرق الذي لا ينفع معه عقل أو حكمة.
و مرت الأيام ودخلت الجامعة كمعلم صف ، فإذا بمدرس إحدى مواد التربية التي كنا ندرسها يقول لنا -في جلسة خاصة- أنتم بناة الأجيال ، عليكم أن تحذروا طلابكم من خطر العرب والمسلمين فهم يكرهوننا ويبغضوننا وقوبهم مليئة بالحقد لأننا أفضل منهم و هم جهلة متخلفون !!
فمن كثرة الحديث عن العرب دفعني فضولي لأن أعرف بحق من هم العرب ولماذا هذا الكره لهم والخوف الشديد منهم ؟؟


قرأت عنهم ما قرأت ، عن تاريخهم وعن أمجادهم في القرون الوسطى و عن أخلاقهم ولغتهم الرائعة .
ومن شدة فضولي زرت مصر والمغرب العربي فرأيت ما رأيت من عظمة هذه الأمة ، فبالرغم من قرون من الاستعمار والتهميش والجهل والتخلف إلا أنه نهض من بينكم رجالات علم ومثقفين ومفكرين .
وقال لي نظرت في كل لغات الشعوب الغربية فوجدتها لغات ضعيفة مشتقة من اللاتينية القديمة فلا توجد عندنا لغة قومية قوية كلغتكم ذات الحروف المترابطة كترابط أهلها و رأيت بلاد غنية بالثروة البشرية و إني على يقين سيكون لكم شأن في يوم من الأيام .


مجموعة من طلبة العلم في زمن الدولة الأموية


من جهتي لا أشك بذلك ، فهذه الأمة ولّادة ولكن الطريق أمامها طويل و محفوف بالمخاطر ...

العشق شجرة راسخة الجذور وثمارها شتى :


(( إن كنت إنساناً حقيقياً غامر بكل شيء مقابل هذا العشق
إن لم تكن : فلا مكان لك في جمعنا ))
مقولة تسطر بماء الذهب وهي من أهم أسباب نجاح الشعوب
فلا أظن أنَّ علماءنا الأوائل من العرب المسلمين على وجه الخصوص طبقوا هذه المقولة في علاقتهم مع الذات الإلهية وفي عالم التصوف فحسب ..
بل انعكس عشقهم على كل تفاصيل حياتهم وهذا ما جعلهم يبدعون في كل المجالات .
فبقاء الإنسان - إن صح التعبير - مرتبط بعلاقته بقضيته ومدى تضحيته للوصول إلى مبتغاه مهما كان الثمن باهظا .
وهذا بيت القصيد ..
‫#‏وما_أرسلناك_إلا_رحمة_للعالمين‬ 
لو عرفوه لأحبوه لكن عرفونا فكرهوه 
سامحنا يا رسول الله ..
بعد متابعة تكاد تكون شبه يومية على مدار الأعوام الثلاثة الماضية 
وفي كل سطر وبداية كل عنوان يكاد لا يخلو من الكلمات التالية :
قُتل قَتل يُقاتل اغتيل اغتال يموت مات !!
ونهاية السطر :
الإسلام الإسلامية الجهاد الجهادية !!
كفانا نفاقاً .. كفانا كذباً
‫#‏نريد_أن_نحيا_بسلام‬
والله صبغتم أدمغتنا بلون الدم
وملئتم قلوبنا برائحة الدم
الإسلام سلام
الإسلام وسطية واعتدال
تركتكم على البيضاء
لا على الحمراء يا عبّاد الدم والدولار
قاتلكم الله كما تقاتلون دين الله بأموالكم وأقلامكم وأزلامكم
هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون .